يسرى البربري

ولدت في مدينة غزة. والدها: إبراهيم البربري من تجار غزة وعضو المجلس البلدي فيها. والدتها: لبيبة محمود حلاوة. شقيقاها: المحامي كمال؛ سعيد.

تلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة بنات غزة الابتدائية، ثم أكملت تعليمها الثانوي في “كلية شميدت للبنات” في القدس.

سافرت إلى مصر، والتحقت بكلية الآداب قسم التاريخ في “جامعة فؤاد الأول” (“جامعة القاهرة” فيما بعد)، وحصلت فيها على درجة البكالوريوس سنة 1949، فكانت أول خريجة جامعية في قطاع غزة. وبدأت في تحضير رسالة ماجستير عن نضال الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال البريطاني وسياسة وعد بلفور، تحث إشراف المؤرخ المعروف الدكتور أشرف غربال، لكنها لم تكملها. وكانت تتقن اللغات العربية والإنكليزية والفرنسية.

بدأت حياتها العملية في مدينة غزة، تحت الإدارة المصرية، معلمة في “مدرسة بنات بئر السبع” الابتدائية، ثم عُيّنت مدرسة وناظرة لـ”مدرسة الزهراء”، التي كانت المدرسة الثانوية الوحيدة للبنات في قطاع غزة. ثم أصبحت مفتشة للاجتماعيات في مدارس البنات، وطوَّرت برنامجاً لتدريب المعلمات، تحوَّل إلى معهد للمعلمات في غزة. وبعد الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة سنة 1967، رفضت العمل الوظيفي مع السلطات الإسرائيلية.

وكانت يسرى البربري قد شاركت، مذ أن كانت في المرحلة الابتدائية، في المظاهرات ضد سلطات الانتداب البريطاني، ومن أجل إلغاء وعد بلفور ووقف الهجرة اليهودية. وبرزت في العديد من النشاطات المقاومة للصهيونية وسلطات الانتداب في مرحلة دراستها الثانوية في القدس، كما شاركت، وهي على مقاعد الدراسة الجامعية في القاهرة، بمظاهرة حاشدة نظّمها طلاب الجامعة ضد قرار تقسيم فلسطين سنة 1947. ثم كانت مع عدد من سيدات قطاع غزة في استقبال أفواج اللاجئين الفلسطينيين، من المدن والقرى التي احتلتها القوات الإسرائيلية خلال حرب 1948، وتقديم الخدمات لهم، وعملت على تدريس الفتيات الفلسطينيات اللاجئات في الخيام، كما ساهمت في العمل الوطني والمظاهرات ضد مشروع توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين في سيناء، الذي دعت إليه إسرائيل، وضد الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة سنة 1956.

وبرزت يسرى البربري في مجال النشاط الرياضي أيضاً، إذ إنها شاركت في عدد من الدورات العربية والعالمية لرياضة تنس الطاولة التي اتقنتها إلى جانب نشاطها الوطني، ثم عملت مسؤولة إدارية لمنتخب فلسطين للفتيات في هذه الرياضة.

شاركت يسرى البربري، مع الدكتور حيدر عبد الشافي وإبراهيم أبو ستة، في أول وفد فلسطيني زار هيئة الأمم المتحدة في خريف سنة 1963، واختيرت عضواً في “المؤتمر الفلسطيني الأول” في القدس في أيار/ مايو 1964، الذي نجم عنه تأسيس “منظمة التحرير الفلسطينية”.

ولعبت البربري دوراً بارزاً في تأسيس “الاتحاد النسائي” في غزة سنة 1964 واختيرت رئيسة له، وألحقت به مشغلاً للحياكة والتطريز، ثم ترأست وفد نساء قطاع غزة إلى المؤتمر التأسيسي لـ”الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية” الذي عُقد في القدس سنة 1965.

بعد احتلال إسرائيل قطاع غزة ثانية في حزيران/ يونيو 1967، كانت يسرى البربري أول شخصية تصل لبيوت المعتقلين السياسيين باسم “الاتحاد النسائي” لتقدم المساعدات لعائلاتهم. ونتيجة لمشاركتها في مقاومة الاحتلال، اتخذت السلطات الإسرائيلية سنة 1974 قراراً بمنعها من السفر لعدة سنوات.

شغلت يسرى البربري منصب سكرتيرة تنفيذية لـ”جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني” في قطاع غزة، التي تأسست في سنة 1969 وزاولت نشاطاتها في سنة 1972، ثم عضواً في مجلس إدارتها، وكانت عضواً في مجلس إدارة “جمعية المحاربين القدماء”، وفي مجلس إدارة “جمعية المعاقين” في قطاع غزة. وفي سنة 2005، أعلنت لجنة التحكيم المنبثقة عن المجلس الاستشاري في فلسطين لـ”رابطة ألف امرأة من أجل جائزة نوبل” السويسرية (1000 femmes pour le Prix Nobel de la Paix 2005) التي تهدف إلى جذب الانتباه العالمي للدور الذي تلعبه النساء في جميع مجالات الحياة ودعم السلام في مجتمعاتهن، ترشيحها من ضمن أسماء ثماني مرشحات فلسطينيات لنيل هذه الجائزة.

توفيت يسرى البربري في مدينة غزة وشيعت في موكب مهيب، ودفنت في مقبرة الشهداء الإسلامية شرق مدينة غزة، ونعاها الرئيس محمود عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وأُقيم لها حفل تأبين في 24 حزيران/ يونيو 2009 في “مركز رشاد الشوا الثقافي” في مدينة غزة، شارك فيه العديد من الشخصيات الوطنية.
حين كرِّمت بعض الرائدات الفلسطينيات، في افتتاح المؤتمر الخامس لـ”الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية”، في 21 أيار/ مايو 2009، كُرِّمت بتقليدها “وسام نجمة القدس الشريف”: “تقديراً لعطائها المتميز، وانخراطها المبكِّر والأصيل في العمل الوطني والتربوي.”

Scroll to Top